خليط من الكوميديا والموسيقى والرقص والرومانسية، إنه الفيلم التلفزيوني الأكثر نجاحا لعام 2006، إنه "مسرحية المدرسة الموسيقية High School Musical".
الفيلم الذي قدمته قناة ديزني لجمهورها من خلال قناتها الفضائية عام 2006، جاء نتاجا لشهور طويلة من الجهد والتدريب بذلها المخرج المخضرم كيني أورتيجا مع أبطاله من الشباب الذين اختارهم بعناية.
وكيني أورتيجا هو أحد أبرز مخرجي المسرحيات الموسيقية في الولايات المتحدة وعمل لسنوات طويلة في مسارح برودواي الشهيرة في نيويورك، وتعامل مع نجوم الغناء من أمثال مادونا وغيرها.
وقد اختار أورتيجا أبطاله بعناية مراعيا قدرتهم على الغناء والتمثيل والاستعراض في الوقت نفسه، فأسند البطولة إلى كل من زاك إيفرون وفانيسا هادجنز بالإضافة إلى كل من أشلي تيسدال وكوردن بلو وغيرها من النجوم الشباب.
كانت فكرة الجزء الأول بسيطة للغاية وجذابة في الوقت نفسه، تروي "زاك إيفرون" الشاب المتألق في كرة السلة ونجم فريق مدرسته في هذه اللعبة يلتقي بجابرييلا "فانيسا هادجنز" الفتاة الرقيقة والمتفوقة في كافة المواد والتي تنتقل إلى مدرسته.
كلاهما يحب الموسيقى والغناء ولذلك حين يعلن نادي المسرح عن إجراء تجارب لمسرحيته الموسيقية الجديدة تشعر جابرييلا بحماس للتقدم في حين يشعر تروي بحرج شديد ويخفي الأمر عن زملائه في الفريق.
إلا أن -وكما جرت العادة في أفلام ديزني- فإن للنهاية السعيدة الغلبة دائما، فيتجاوز تروي وجابرييلا خلافاتهما وينجحان في الاختبارات ليصبحا نجمي المسرحية محاطين بدعم أصدقائهما وأستاذتهما.
أما الجزء الثاني، الذي عرض خلال العام الجاري فيبدأ من حيث انتهى الأول؛ حيث يقرر أغلب الطلبة البحث عن عمل خلال إجازة الصيف وبالفعل يتمكن تروي وجابرييلا وزملاؤهما من إيجاد عمل في منتجع تمتلكه أسرة منافتسهما السابقة شارباي "أشلي تيسدال".
وفي المنتجع، تسعى شارباي من جديد إلى التفرقة بين تروي وجابرييلا والإيقاع بينهما، خاصة بعد أن تقدم لتروي عدة مغريات، في مقدمتها وعد بمساعدته في الحصول على منحة جامعية بسبب تفوقه الرياضي.
وشيئا فشيئا يستجيب تروي لإغراءات شارباي ويبتعد تدريجيا عن أصدقائه وعن محبوبته جابرييلا، مما يجعل الجميع ينظر إليه على أنه مغرور.
إلا أن حفلة موسيقية -مرة أخرى- تعيد الأمور إلى نصابها؛ حيث يدرك تروي أنه لا يمكنه الغناء بدون جابرييلا ويدرك أنه يفتقدها حين يطلب منه أداء أغنيتهما المشتركة (أنت الموسيقى بداخلي).
وكما في الجزء الأول يجتمع الحبيبان الشابان في النهاية لأداء أغنية جماعية وسط تشجيع وتصفيق أصدقائهما.
اختار المخرج أن تكون الموسيقى هي أداة التعبير الأساسية وليس الحوار؛ إذ يندر أن تجد في الفيلم مشهدا بدون أغنية أو رقصة طريفة، كما أن المشهد الختامي بكامله عبارة عن استعراض ضخم يجمع كافة أفراد العمل.
وقد لاقى كلا الجزئين نجاحا كبيرا في الولايات المتحدة وحول العالم، مما جعل الشركة المنتجة تحضر حاليا للجزء الثالث من السلسلة بنفس النجوم.
وقد أطلق الفيلم نجومية أبطاله الشباب، خاصة زاك إيفرون الذي أصبح نجم المراهقات المفضل، وحصل على الترتيب الثاني بعد النجم براد بيت في لائحة النجوم الأكثر إثارة.
ولا تزال الأغنيات المقدمة في الفيلم تحتل مكانا بارزا في لائحة الأسطوانات الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة وتذاع بشكل يومي على قناة ديزني.